"مخدر الزومبي" الذي يجتاح الولايات الأمريكية يسبب تقرحات مرعبة في الجسم تؤدي إلى البتر!
لسنا نبالغ لو قلنا إن الزيلازين (Xylazine) يجتاح معظم الولايات المتحدة الأمريكية، وبشكلٍ غير مسبوق، بعد خروج تقارير رسمية في البلاد تشير إلى رصد حالات وفاة لمدمني هذا المخدر المميت.
ووفقاً لـEuronews، فقد عاد الحديث عن الزيلازين (أو الترنك) المخدر بعد انتشار مشاهد مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر شباباً ونساءً يتحركون في الشوارع الأمريكية بشكلٍ غريب كما لو أنهم "زومبي"، أو الموتى الأحياء الذين اعتدنا على رؤيتهم في الأفلام.
فما هو مخدر الزيلازين؟
هو مهدئ غير أفيوني تم تطويره عام 1962، للاستخدام في الطب البيطري، ولم يُمنح ترخيصاً للاستعمال البشري. الزيلازين في الأساس دواءٌ بيطري يُشبه الكوكايين نوعاً ما، ويُعطى للحيوانات الضخمة -مثل: الأحصنة، والأبقار، والثدييات الأخرى- بهدف تسكين الألم لديها.
ومع ذلك، فقد تم استخدامه بشكلٍ غير مشروع عبر خلطه مع مخدرات أخرى، أبرزها الفنتانيل؛ وهو مادة أفيونية اصطناعية قوية، تشبه المورفين نوعاً ما، لكنها أقوى بنسبة 100 مرة، وتنتشر بقوة في شوارع أمريكا. وشهد الزيلازين استخداماً متزايداً في المدن الأمريكية الكبرى، لاسيما سان فرانسيسكو ونيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس.
وبحسب دراسة نُشرت في يونيو/حزيران 2022، تم اكتشاف الزيلازين في إمدادات الأدوية عبر 36 ولاية أمريكية، إلى جانب مقاطعة كولومبيا في واشنطن. وتوقعت الدراسة أن ينتشر إلى أبعد من ذلك بكثير في الأشهر التالية، وهذا ما حصل بالفعل.
ووفقاً للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، تمّ ربط الزيلازين بعدد متزايد من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة على صعيد الولايات المتحدة. وتظهر الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا للزيلازين غالباً ما استخدموه مع مخدرات أخرى، عن قصد أو بغير قصد، وخاصةً الفنتانيل غير المشروع.
وفي حين أن الأرقام الدقيقة للوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة التي تتضمن مخدر الزيلازين غير معروف، فقد أظهرت الأبحاث أن الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة المرتبطة بالزيلازين منتشرة غرباً عبر الولايات المتحدة، مع وجود أكبر في الشمال الشرقي. فوفقاً لأحدث البيانات، كانت أكثر من 90% من عينات المنشطات -التي تمّ اختبارها معملياً في فيلادلفيا- إيجابية بالنسبة للزيلازين.
فقد ارتفعت نسبة الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من الترنك من 2% في العام 2015 إلى 26% في العام 2020 داخل ولاية فيلادلفيا. كما تبيّن أن الزيلازين غالباً ما يُضاف إلى المواد الأفيونية غير المشروعة، بما في ذلك الفنتانيل، بهدف إطالة آثاره.
كذلك، فإن معظم الوفيات الناجمة المرتبطة بالزيلازين والفنتانيل تنطوي أيضاً على مواد إضافية، بما فيها الكوكايين والهيروين والبنزوديازيبينات والميثادون.
أضرار الترنك
يمكن شم الزيلازين، أو حقنه، أو تدخينه. إذا تمّ استخدامه عن طريق الحقن، يُمكن لمخدر الترنك أن يسبّب تقرحات جلدية غريبة الشكل بالقرب من موقع الحقن -غالباً ما تفرز صديداً ملوناً- قد تتحول إلى جلدٍ ميت وتصبح نخرية، ما يستدعي الحاجة إلى البتر.
يُمكن لهذا المخدر أيضاً أن يسبب النعاس، وفقدان الذاكرة، وبطء التنفس، إضافةً إلى بطء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم إلى مستويات خطرة.
تناول المواد الأفيونية مع الزيلازين (أو الترنك) وأدوية الاكتئاب أو الكحول من شأنه أن يزيد من خطر الجرعة الزائدة التي تهدد الحياة. لذا، وفي حال الاشتباه بجرعة زائدة، توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بإعطاء دواء نالوكسون المضاد للجرعة الزائدة من المواد الأفيونية، لأن الترنك يتم دمجه غالباً مع المواد الأفيونية.
ومع ذلك، لا تعرف إدارة الغذاء والدواء ما إذا كان من الممكن عكس الآثار الجانبية للزايلازين باستخدام النالوكسون، لأنه من غير المعلوم ما إذا كانت العوامل العكسية المستخدمة بانتظام في الطب البيطري آمنة أو فعالة على البشر.
ولهذا السبب، يشعر الخبراء بالقلق من أن الانتشار المتزايد للزيلازين في الإمداد غير المشروع بالمواد الأفيونية قد يجعل من النالوكسون (الذي يعالج الجرعة الزائدة) أقل فاعلية بالنسبة لبعض الجرعات الزائدة. وما يثير القلق أيضاً أن فحوصات السموم الروتينية لا يمكنها أن تكشف عن وجود مخدر الترنك في الجسم، لذا يلزم وجود تقنيات تحليلية إضافية للكشف عن استخدامه.
جيفري ويكس (43 سنة)، مدمن سابق يوثق الحياة اليومية في حي كنسينغتون بفيلادلفيا، يجوب بسيارته داخل شوارعه ويُجري مقابلات مع الناس للتوعية حول مخاطر الزيلازين وآثاره المرعبة على الناس.
يقول ويكس إن 80% من سكان الحي مدمنون ويعانون من تقرحات جلدية ظاهرة، وبعضهم بُترت أطرافه، ويُشير في أحد فيديوهاته إلى أن هناك مركزين فقط لإعادة التأهيل في الحي ولا يملكان الأسرَّة الكافية لاستقبال كافة المدمنين المصابين.
مرعبة هي الفيديوهات التي ينشرها ويكس عبر قناته، والتي يُجري فيها مقابلات مع سكان أهل الحي وما يعانونه، والظروف التي يعيشونها يومياً، وكيف أن نساء ورجالاً -بعمرٍ لا يتخطى العشرين أحياناً- هم مدمنون على المخدرات.
0 Comments