بدر عبد العاطي.. هناك أطراف حريصة على التصعيد رغم أن المنطقة في أشد الحاجة إلى التنمية
أكد بدر عبدالعاطي وزير الخارجية المصري، أن المنطقة على مشارف حرب إقليمية شاملة، وأن بلاده حذرت مبكرا من اتساع رقعة الصراع. وقال إن هناك عدوانا على لبنان، وتزايد الاحتمالات لتوسيع رقعة الصراع لتشمل إيران، وهذا قد يؤدي إلى خطأ في الحسابات، مؤكدا أن أي تهور قد يقود إلى حرب شاملة، وهي لن تؤدي إلا إلى الخراب والدمار في المنطقة.
وأضاف عبد العاطي أن سلام إسرائيل مرهون بتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن غطرسة القوة لم ولن تحقق الأمن والاستقرار لها، مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح تحت أي ظرف بتصفية القضية الفلسطينية. وقال إن مصر كانت واعية تماما بالمخطط الإسرائيلي، ورفضت بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، كاشفا أنه لا تزال هناك محاولات دؤوبة لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن.
وأكد عبد المعطي أن الرئيس السيسي استجاب لطلب وزير خارجية إيران بمقابلته لأن مصر حريصة على منع التصعيد بالمنطقة، موضحا أن بلاده نجحت في تحقيق مبدأ الاتزان الاستراتيجي، خاصة فيما يتعلق بعدم الدخول في أي محاور دولية، وعدم الانجرار وراء حالة الاستقطاب الدولي التي نشهدها في الوقت الحالي، والالتزام بالانفتاح على الجميع بدون أحكام أيديولوجية مسبقة.
وحول الشأن اللبناني قال وزير الخارجية المصري، إن مصر تتحرك بشكل ممنهج، ولها نشاط مكثف، وتتحرك مع القوى اللبنانية كلها بلا استثناء، مضيفا أن مصر تتحرك مع حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، وقيادة مجلس النواب اللبناني، ممثلة في نبيه بري، والجيش اللبناني ممثلة في جوزيف عون.
وأضاف أنه يتم التواصل والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، وهناك تواصل بشكل شبه يومي مع الأشقاء وزراء الخارجية في السعودية وقطر والأردن والإمارات حتى يكون هناك موقف عربي موحد لما يحدث في فلسطين و لبنان. وقال إن مصر تدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون فيما يخص مسألة الشغور الرئاسي دون فرض أي إملاءات خارجية، منوها بأن هناك 1.5 مليون لبناني نزحوا من الجنوب إلى الشمال.
وأضاف أن مصر تعمل بكل جدية وإخلاص على وقف الحرب الدائرة في السودان، واستضافت كل القوى السياسية السودانية التي التقت جميعها لأول مرة في القاهرة، قائلا إنه لا يمكن لأحد أن يزايد على القاهرة فأمن مصر من أمن السودان، وأي أكاذيب يزايد بها البعض على الدور المصري في السودان هي والعدم سواء.
وأكد أن هناك عناصر محددة تعكس الموقف المصري، وهناك توافق عربي حولها، أولها التأكيد على الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان، ووقف الاعتداء الإسرائيلي. وتابع وزير الخارجية والهجرة: "يتم العمل على تمكين الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش الوطني اللبناني، وتمكينه من تنفيذ القرار 1071 الذي ينص على ألا يكون أي سلاح في لبنان، غير سلاح الجيش اللبناني، ويتم نشره جنوب الليطاني، وحتى الحدود مع إسرائيل، وهو موقف مصري واضح".
وفي سياق متصل، التقى بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، الوزير الإيراني، وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن عبد العاطي أكد خلال اللقاء على الضرورة الملحة للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، واتخاذ كل الإجراءات التي تسهم في الوصول لهذا الهدف، والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة لاحتواء الوضع الإنساني الكارثي. وشدد عبد المعطي على موقف بلاده الداعي لضرورة معالجة جذور الصراع في المنطقة، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأكد عبد العاطي على ضرورة التعامل بحذر في هذه المرحلة الدقيقة والمنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة، مشددا على أهمية تجنب استدراج الإقليم إلى مواجهة كارثية قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة ذات عواقب مدمرة لكافة أطرافها، ولن تكون أي دولة بالإقليم بمنأى عن تداعياتها، وشدد في هذا السياق على أهمية تمكين المؤسسات اللبنانية ودعمها في هذه المرحلة الحرجة وتحديدا الجيش اللبناني لتمكينه من بسط سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللبنانية ضمانا للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق.
واستعرض وزير الخارجية المصري موقف القاهرة من التطورات الخطيرة في المنطقة بما فيها في منطقة البحر الأحمر ولبنان، مشددا على رفض مصر الكامل للمساس بالسيادة اللبنانية، وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اللبنانية. وشدد الوزير المصري على أهمية تضافر الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره من جميع الأطراف ودون انتقائية.
0 Comments