حكومة فرنسا تدعم "يوتلسات" باستثمار 1.3 مليار يورو

حكومة فرنسا تدعم يوتلسات باستثمار 1.3 مليار يورو
فرنسا تدعم "يوتلسات"

فرنسا تُراهن على "يوتلسات" لمنافسة "ستارلينك"

تراهن فرنسا على أن تصبح شركة يوتلسات الفرنسية البديل الأوروبي لمنظومة "ستارلينك" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، لكن خبراء يرون أن المهمة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. حيث قادت الحكومة الفرنسية مؤخرًا استثمارًا ضخمًا بقيمة 1.35 مليار يورو في "يوتلسات"، لتصبح أكبر مساهم في الشركة بحصة تبلغ نحو 30%.

يأتي ذلك بعد اندماج "يوتلسات" مع شركة ون ويب البريطانية في 2023، في محاولة لتوحيد الجهود الأوروبية في قطاع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" لكن التحدي لا يقتصر على التمويل فقط، "ستارلينك" تمتلك اليوم أكثر من 7600 قمر صناعي في المدار الأرضي المنخفض (LEO)، مقارنة بـ650 قمرًا فقط لدى "ون ويب"، أي أقل من عُشر ما تملكه منافستها الأميركية.

استثمارات غير كافية

يرى محللون أن التفوق الكاسح لـ"ستارلينك" يعود إلى امتلاك "سبيس إكس" قدرات إطلاق وإنتاج أقمار صناعية تفوق ما تمتلكه أوروبا مجتمعة، إضافة إلى موارد مالية ضخمة، حيث تُقدّر قيمة "سبيس إكس" بنحو 350 مليار دولار، مقارنة بـ1.6 مليار يورو فقط لـ"يوتلسات". ويقول لوك كيهو، محلل في شركة أوكلا، إن فرنسا باتت تنظر إلى "يوتلسات" كمزود استراتيجي للاتصالات، لكن الوصول إلى مستوى "ستارلينك" يتطلب مضاعفة الاستثمارات وتوسيع شبكة الأقمار الصناعية بسرعة كبيرة.

المنافسة معقدة

فيما تعترف "يوتلسات" بصعوبة مضاهاة "ستارلينك"، خصوصًا على صعيد التغطية والقدرات التقنية، يرى الخبراء أن الشركة الفرنسية قد تنجح في التمركز ضمن قطاعات متخصصة مثل الاتصالات الآمنة، والسيطرة الأوروبية على البيانات، وتوفير الإنترنت في المناطق القطبية والنائية. وعلى الرغم من التكهنات التي راجت مؤخرًا حول إمكانية استبدال "ستارلينك" بـ"يوتلسات" في أوكرانيا، فإن الأرقام تكشف الهوة الواسعة بين الطرفين، حيث تدير "ستارلينك" أكثر من 50 ألف محطة في أوكرانيا، مقابل 1000 محطة فقط لـ"يوتلسات" أنشأتها ألمانيا كبديل احتياطي.

طموحات أوروبية تحت الاختبار

تؤكد الحكومة الفرنسية أن "يوتلسات" تلعب دورًا حيويًا في نموذج الدفاع السيادي للاتحاد الأوروبي، في حين يدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تسريع استثمارات القارة في مجال الفضاء باعتباره "مقياسًا جديدًا للقوة الدولية".

ورغم تغير الإدارة التنفيذية في "يوتلسات" وتعيين جان فرانسوا فالاشر رئيسًا تنفيذيًا جديدًا، تبقى التحديات قائمة، من ضعف البنية التحتية إلى الحاجة الماسة لتطوير أقمار الجيل الثاني لتتماشى مع قدرات "ستارلينك". ورغم أن "يوتلسات" لا تزال بعيدة عن منافسة "ستارلينك" على الصعيد العالمي، فإنها قد تصبح عنصرًا محوريًا في بناء سيادة رقمية أوروبية وتوفير بدائل استراتيجية للاتصالات في أوقات الأزمات.

0 Comments